حكاية من عهد النظام البائد (الدنيا دوارة)
يحكى ان رجلا من اكابر الناس مر على اسكافي يلمع الاحذية
فلما وضع الرجل الغني قدمه على صندوق الاسكافي المعد لوضع الحذاء عليه
راى عبارة مكتوبة على الصندوق (الدنيا دوارة )
فابتسم الرجل الغني ساخرا في نفسه من تلك العبارة يكتبها مثل هذا الشخص
ومرت الايام والسنون واذا بالرجل ينال حظوة في الحكومة ويصبح قائمقام القضاء في تلك البلدة
ودخل الرجل الغني لتوقيع بعض الاوراق التي تخصه فراى ذالك الاسكافي
يجلس على كرسي القائمقامية
ولكن ما دهش له الرجل الغني اكثر هو انه راى القائمقام الجديد قد كتب في لوحة
وضعها على مكتبه عبارة (الدنيا دوارة )
ولم يشأ الرجل الغني ان يسال القائمقام على تلك العبارة التي كتبها على صندوق صبغ الاحذية ومن ثم على مكتب القائمقام
ومرت الايام وتوفي القائمقام الاسكافي
ونودي على تشييعه
ولان عبارة (الدنيا دوارة ) قد ابقت في نفس الرجل الغني شيئا من الذكريات
فقد عزم على ان يذهب في مراسم تشييعه ودفنه
وبالفعل ذهب الرجل وقرر الانتباه لكل ما يحيط بهذا الرجل من غموض
وتفاجأ اكثر حينما سمع من اولياء الرجل انهم طلبوا من الدفان ان يكتب على قبره
(الدنيا دوارة ) حسب ماجاء في وصيته
واستغرب الرجل كثيرا من هذه الوصية قائلا في نفسه
وهل تدور الدنيا على اهل القبور ايظا
وما مرت سنتان الا وصعق من الصدمة ومن هول ماجرى فقد جاء قرار الحكومة بتوسعة المقبرة وانشاء شوارع على القبور وتم ازاحة قبر الرجل
وراحت معه الدنيا دوارة
انتهت حكايتنا لذالك العهد البائد ولياخذ العبرة منها نواب البرلمان اللذين خدعوا الشعب
وماطلوه وسرقوه وقتلوه وفجروه وأظلموا نهاره وأطالوا ليله
فليفهموا ان لابقاء ولادوام لمناصبهم وكراسيهم فان تابوا واعلنوا للجماهير حقيقتهم
وكشفوا السرقات والاغتيالات للعلماء والضباط والكوادر التدريسية واحسنوا وصانوا الامانة
فنعما هي
وان بقيوا على سليقتهم من العمالة والخيانة والولاء لخارج العراق
فستكون نهايتهم في مزبلة المقابر ومزبلة التاريخ