كل العالم شهد وسمع بقصة ذلك الشاب التونسي الغيورعلى كرامته الذي لم يرضى بالذل والهوان من حكومته التي ضيقت عليه وعلى الاف المواطنين الذين حرموا من فرص العمل التي توفر لهم العيش الرغيد .
وبالرغم من بطش ودكتاتورية حكومة تونس لم يمنع ذلك من استنهاض الشعب لتونسي الغيور على كرامته وثرواته وعلى وطنه الذي أحس التونسيون انه مسلوب من قبل السلطة وحاشية السلطة .
وبعد وفاة ذلك الشاب الشجاع (محمد البوعزيزي ) الذي احرق نفسه بعد ن صفعته شرطية حينما رفض التخلي عن البسطة التي يبيع منها الخضار ليحصل على قوت عياله واهله واللافت للنظر في الثورة التونسية انها استغلت ابسط فرصة اتتها لكي ينهض الشعب التونسي بكل شرائحة ودون خوف و تردد ليعلنوا رفضهم للظلم واستمراره علماً ان ما يعانيه التونسيون هو قلة فرص العمل وبعض الغلاء في المعيشة لكنهم لم يرضوا الا باخذ حقوقهم كاملةً ممن نصّب نفسه حاكماً عليهم بحجة انه قاوم الاحتلال الفرنسي وزعيم ومناضل ووو .
واذا به بمجرد ان وصل الى السلطة نسي ان هناك شعب ينتظر منه انجازات وعليه واجبات قد (اقسم اليمين) على ادائها وحين طفح الكيل من شعبه لم يكن امامهم سوى المطالبة (السلمية) من الرئيس بالتنحي ولم يكتفوا حتى بتنحية وزير داخليته وبعض الوزراء الاخرين الذين اراد الرئيس ان يثبت حسن نيته امام شعبه وعلى الرم من وجود قوات قمعية من (جهاز امني وجلاوزة ومؤيدين ) لم يخشى الشعب التونسي كل ذلك واستمر بمطالبه المشروعة حتى تفاجئ الجميع بهروب (الرئيس) وهاهي تونس تثبت للجميع انها شعب حي وغيور وشجاع ولم يكن يتصور احد ان يخطو هذا الشعب العربي المبتلى كغيره من شعوب الوطن العربي بجلاوزة وعملاء ولصوص محترفين جاؤا كغيرهم بحجة تخليص شعوبهم من الدكتاتورية والظلم واذا بهم يرتكبون ابشع ما ارتكبه من سبقهم .
واذا اردنا ان نجري مقارنة بين الوضع التونسي والوضع العراقي فسنلاحظ كم هو الفارق بين هذين الشعبين من حيث الثروات والنفوس والارث الحضاري فعلى الرغم من كل ما مر به العراقون طوال السنين السابقة بعد سقوط النظام ورغم قناعتهم التامة بان الحكام الجدد للعراق لم يكونا افضل ممن سبقهم بل على العكس صار وضعهم أسوء من السابق في كل نواحي الحياة فلا خدمات تذكر ولا امان ولا فرص عمل ولا صحة ولا تعليم وفقر وعوز وملايين من المهجرين في داخل وخارج العراق ناهيك عن ثروات البلد التي نهبتها عصابات تسلطت على البلاد والعباد بإسم الدين والمذهب والطائفة بعدما تهيات المقدمات اللازمة لذلك من غطاء ديني وفره لهم علماء السوء وبالخصوص (السستاني العميل) والذي رغم علمه المسبق بنشاطات هذه الحكومة (المافيات) ونهبهم للخيرات وقتلهم للنفوس المحترمة وعمالتهم للمحتل الا انه خدع الناس بفتاوى التخدير التي حالت دون سقوط هذه الثلة من اللصوص والخونة الذين عاثوا في الارض الفساد , ولكن العجيب في الامر ان الناس وبكل شرائحهم راضون بذلك رغم علمهم بكل هذه التفاصيل ولا يحركون ساكن وكأن على رؤوسهم الطير او ن الغيرة والحمية على بلدهم وعرضهم واموالهم قد سلبت فلم يعودوا يفكرون سوى ببطونهم وفروجهم .
وهنا ليس لنا الا ان نسأل كل عراقي بقيت في قلبه نقطة من الحياة ويمتلك كرامة وغيره على بلده وشعبه ،
كم صفعة وصفعة إذاقتكم حكومتكم (حكومة السستاني الخائن) ؟
هل ترضون لأنفسكم بالعيش في ظل الذل والهوان وانتم ترون بأعينكم من وضعتم ثقتكم بهم وهم يسرقونكم وينصبون عليكم باسم الدين والمذهب والطائفة ؟
ماذا بقي في العراق لم يخربوه ؟
وكم وكم من اموال وخيرات نهبت وسرقت وانتم تعلمون من هم السراق فلماذا انتم ساكتون ؟ والى متى ستسكتون ؟
وهل الشعب التونسي اكثر غيرة منكم ام اكثر عوزا ام اسواء حالا منكم وانتم ترون كيف ان شوارعهم نظيفة ووجوههم ترتسم فيها البهجة والعافية بينما انتم ملئت قلوبكم قهراً وشعوراً بالظلم وأنهكت أجسادكم من كثرة المرض والعوز بعد ان قطعوا عنكم حتى البطاقة التموينية وسرقوا مفرداتها وانتم ساكتون ؟
الا ترون كيف انتفض هذا الشعب الغيور على بلده بكل اطيافه حين شعر بالظلم واستمد عزمه من شاب شجاع قدم نفسه قرباناً للكرامة والتضحية !
بينما في ربوعكم وبين أعينكم رمز الكرامة الشجاعة والتضحية الامام الحسين (عليه السلام) ؟
مالكم يا عراقيين سنة وشيعة وأكراد وتركمان ومسيحيين لماذا انتم ساكتون ؟
كيف تسكتون وانتم في كل يوم تذبحون وتنتهك كرامتكم بشتى الطرق ولم يبقى بيت عراقي لم يفجع بقتيل او مغدور او مفقود ؟
سكوتكم هذا له معنيين لا ثالث لهما اما انكم لا تمتلكون كرامة ولا غيرة على بلدكم ودينكم وشرفكم واما انكم حمقى ولا زلتم تصدقون ان من تسلط عليكم هم حكومة نزيهة ومستقلة .