أيها الشعب العراقي الأبي أيها المجاهدون المؤمنون المرابطون إن أبناء انتفاضة أحرار العراق لطالما أعلنوا للعالم أجمع عن سلمية ثورتهم وأثبتوا ذلك من خلال تمسكهم بساحات الاعتصام، وهم لا يحملون فيها إلا سجادات الصلاة ومسبحة الذكر, واستمرت تلك المطالبات السلمية أربعة أشهر، ونشرنا مطالبنا في ساحات الاعتصام كافة ورفعناها في صلاة الجمعة طيلة أيام ثورتنا المباركة, وسمعها الأصم ورآها الأعمى، إلا أن هذه الحكومة الطائفية صمَّت آذانها وأبت إلا أن تتجاهل الشعب المنتفض بل وتكيل له الاتهامات طيلة تلك الأشهر الأربعة، وأثناء حصار المعتصمين في ساحة الغيرة والشرف رفعنا أصواتنا من خلال وسائل الإعلام الشريفة التي كانت بمستوى الحدث وأطلقنا نداءات استغاثة للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وناشدنا المنظمات والشخصيات التدخل لإيقاف المجزرة المحتملة، ولكن وللأسف لم يقف معنا أحد ولم نرَ من السياسيين من وقف إلى جانب المتظاهرين بالوجه الصحيح، ولم نرَ أيا من منظمات حقوق الإنسان أو مجلس الأمن وحتى الدول العربية أو السياسيين من تدخل لإيقاف المجزرة المحتملة، كما أن الكثير من وسائل الإعلام لم تقم بواجبها المهني الإنساني، وهو نقل الصورة الحقيقية للواقع وإيصال صوت المظلومين إلى العالم باستثناء البعض منها والتي نثمن لها مواقفها الشريفة, حتى وقعت المجزرة المروعة التي سقط فيها عشرات الشهداء ومئات الجرحى الذين أبوا الذل ورفضوا الهوان. واليوم وبعد الحادث الذي فجع العراق، وبعد قرارنا الحتمي بحمل السلاح، وبعد الخَوَر والشتات الذي أصاب الحكومة الطائفية العميلة فقد بدأت تجيش الهيئات والمنظمات والسياسيين والتحالفات لتشكيل لجان لاحتواء الموقف وتهدئته وإقناعنا بوضع السلاح، ولكن فات الأوان وضاعت كل فرص الحكومة بالبقاء، ونقول لمن بدأ اليوم بالتوسط للتهدئة كان الأولى بكم أن تتدخلوا لوقف المجزرة بعد كل النداءات التي أطلقناها أثناء حصار الساحة لوقف المجزرة، أما وقد وقعت الواقعة فالأولى بكل شريف اليوم أن يقف لجانبنا في إسقاط الحكومة الطائفية العميلة وتخليص البلاد والعباد منها، لذا نرفض جميع الوساطات واللجان وبجميع أشكالها، ونعلن بأن أيا منها لا يمثلنا مطلقا، ونختم بالقول "قادمون يا بغداد" ولكن هذه المرة سلاحنا بأيدينا ومن وقف إلى جانب الحكومة الطائفية فلا يلومن إلا نفسه.