الشعوب هي من تصنع التاريخ عبر مواقفها في الجهة التي تضطر إلى الوقوف معها . وهذا الأمر وهذا الاضطرار أما أن يكون بدافع المبادئ السامية والشريفة فتكون التضحية والبذل والإيثار والدماء والأموال وجهاً لهذا الاضطرار . وقد يكون بدافع الخوف والخنوع والتخاذل والطمع والأطماع فتكون الدعة والأمان وتلبية الرغبات الدنيئة ثمناً لكرامة الأمة وأهدافها المقدسة .وبالنتيجة كلا الموقفين يصنع التاريخ على نمط الموقف . ’فموقف البذل والتضحية نابع من الرفض والثورة على كل ما تعتقده الأمة بأنه خلاف عقائدها وأهدافها فيكون موقفها مجداً وتاريخاً مشرقاً وحضارة عظيمة وحاضراً مزدهراً ومستقبلاً واعياً وكبيراً.
بينما يضع موقف الخنوع الأمة في سبات الغفلة وخنوع الذل ومرارة الهوان فتموت فيها كل حرارة الحركة. وتترك التاريخ بيد الطغاة يفعلون به ما يشاؤون .ربما يعترض البعض قائلاً باْن الشعوب أقوى من الطغاة وهي صاحبة الموقف ولا داعي لاْفتراض وقوفها في أي موقف .أقول هذا الاعتراض يرفضه التاريخ والواقع نعم الأمة أقوى من الطواغيت حينما تقف بوجهه وتجرده من عناصر جبروته وتضعه أمام محكمة العدل.وذلك ما جسده (بو عزيزي )عندما وقف في وجه سلطة كانت جاثمة على صدر الشعب التونسي ما يقارب ربع قرن ولم يكن من تغيير ألا بتضحية بوعزيزي ولكن في المقابل الشعب العراقي تعرض ويتعرض كل يوم إلى شتى أنواع القتل والتشريد ولا يوجد ألا القليل جداً ممن يمثلون عزيزي في عراقنا الحبيب المباح لكل الدول منا ألقريبة والبعيدة ولكن لا يوجد شعب مثل الشعب التونسي في العراق ولكن دعني أقول لك يا شعبي العزيز انك ذاهب إلى قبر الحسين سيد الشهداء عزيز رسول الله (صلى الله عليه واله) الم يكن قول الإمام الحسين إني خرجت للإصلاح في امة جدي رسول الله (صلى الله عليه واله) فهل انتم سائرون على نهج الحسين عليه السلام فتفكروا يرحمكم الله لان الحسين نهج وثورة ضد الظلم والظالمين ولنكن مثلاً لكل شعوب العالم لان الحسين (عليه السلام ) في العراق والثورة الحقيقية من العراق ...